كتاب : قواعد في التربية على القيم
الكاتب: الخضر حمادي
إصدارات أكاديمية منار / 2024
في هذا الكتيب حديث عن موضوع ذي أهمية كبيرة…موضوع هو أمر جِدٌّ ومَهمَّة خطيرة، تستوجب التعامل بكل حزم وجدية، والتحلِّيَ أساسا بالرَّحمة والحكمة، ثم بالعلم اللازم والصبر الدائم .. موضوع رحلتنا: قواعد في التربية على القيم
دعوني أقول لكم بداية أننا في عالم لم يعد يحتمل الارتجال دون خطة، ولا الخطبة دون خطوة، ولا الوصف دون اتصاف … هذا الكتيب يسعى للجمع بين هذه الأطراف.
افتتحت بقاعدة أساس وإن لم أعدها ضمن القواعد بل جعلتها عنوانا آخر للكتيب، هي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: أدبني ربي فأحسن تأديبي. هذه قاعدة القواعد وأساس كل أساس، الفاعل الحق المطلق هو الله تعالى سبحانه، لا مانع لما يعطي ولا معطي لما يمنع. وكل ما خلاه باطل.
أقف باختصار مع عنوان الكتيب:
- ما المقصود بالتربية؟
لغة: تأتي من الفعل “ربّى” وتعني: “نشأ، رعى، اهتم، غذّى“.
اصطلاحًا: هي عملية شاملة تهدف إلى تنمية جميع جوانب شخصية الفرد، من الناحية الجسدية والعقلية والنفسية والاجتماعية والأخلاقية.
قال عنها أفلاطون: هي فن إخراج ما في النفس إلى حيز الوجود. واعتبر الغاية منها تكوين إنسان مثالي.
واعتبرها أرسطو وسيلة إعداد الإنسان للحياة الفاضلة.
وعرفها جون ديوي بأنه عملية إعادة بناء الخبرة، في حين اعتبرها جان بياجيه عملية بناء المعرفة. ورآها إريك فروم عملية تحرير الإنسان من قيود الجهل والخوف.
واقترحت تعريفا يستحضر القصد منها: ”التربية عملية تهدف إلى إنشاء الشخص السوِيّ والمجتمع القوي“.
- ما المقصود بالقيم:
لغة: جمع قيمة، وتعني القدر، كما تطلق على الشيء الثابت المستمر.
اصطلاحا: مجموعة من المبادئ والمقاييس والمعايير الحاكمة على أفكار الإنسان ومعتقداته واتجاهاته وسلوكه ومن خصائصها الثبات..
- لم التربية على القيم؟
إن التحدِّياتِ كثيرةٌ، والمشوشات المُغِيرَات على أرض القيم صُبحا ومساء لا تُحصى. إنها عمليات وأد وتشويه مستمرة قوية تعتمد على وسائل نافذة لا تستأذن أحدا. لقد انتقلت وسائل الإعلام من دور ناقل القيم إلى دور ”صانع“ القيم.
وهذا توني شوارتز Tony Shwartz ” في كتابه ” وسائل الإعلام الرب الثاني يقول أن وسائل الإعلام قد أثرت على حياتنا و شكلت معتقداتنا بصورة عميقة كأي دين من الأديان. لأجل ذلك كان من الضروري استفراغ الجهد في التربية على القيم.
- ما المقصود بقواعد عملية؟
أقترح ختام كل قاعدة نموذجا، جدولا لرصد واقع التربية عند المربي المعني وموضوع التربية المعني. ولكل قاعدة نموذجها الخاص، هذا جهدي لجعل القواعد عملية، حيث تختتم الرحلة بتفريغ هذه المعطيات في نموذج مندمج والحصول على خلاصات عملية.
هذه النماذج والجداول التي أقترحها تلعب دورا هاما في حلّ المشكلات التربوية، حيث تساعد على تبسيط وتفتيت المشاكل التربوية؛ تعين على تشخيص دقيق للوضع وملامسة الإشكالات بيسر ؛ تنمي مهارات حل المشكلات وتساعد على ربط النظرية بالتطبيق؛ تطور مهارات التفكير النقدي والتفكير الإبداعي؛ تساعد على إشراك الأطراف في إيجاد حلول وتعزيز مهارات التواصل…
جدير بالذكر أن النمذجة عموما ليست دقيقة تمامًا، هي هي أداة تساعد على الانتقال من الخطبة والزجر إلى الخطوة والإشراك وتساهم في تحديد الإشكالات وتحديد المسؤوليات، لكنها تبقى نسبية تختلف نتائجها باختلاف صياغتها ابتداء وباختلاف تنزيلها ومدى الصدق والوضوح في ذلك، ثم باختلاف إرادة التغيير. يبقى على المربين المهتمين تطوير أدوات خاصة تراعي السياقات والظروف وتبدع في الانتباه إلى ما أغفلته هذه المحاولة. أكون سعيدا للغاية بأن ينبري لهذا الأمر أهله المتخصصون.
Discussion about this post